الإسلام هو الذي نفخ في العرب روح الأخلاق والحضارة، قبل جميع الأديا، ثم تلقى العالم هذه الدروس من العرب؛ لأن مهود الحضارة والثقافة في الهند، ورومة، وفارس أصبحت مسرح الفوضى والاحتلال ، وكانت تعاني التدهور الخلقي و الاجتماعي؛ فكان العالم تسيطر عليه روح الجاهلية، ويتعفن ضميره ، وتاس روحه، وتختل فيه القيم والمقياييس، ويسوده الظلم والعبودية ، وتجتاحه موجة من الترف الفاجر ، والحرمان التاعس، وتغشاه غاشية من الكفر والضلال والظلام.
ولكن الإسلام هو الذي قام بدور بارز في حياة البشرية في تخليص روح البشر من الوهم والخرافة، ومن العبودية والرق، ومن الفساد والتعفن، ومن القذارة والانحلال، وانقذ المجتمع الإنساني من الظلم والطغيان، ومن التفكك والانهيار ـــ وبنى العالم على أسس جددة من العفة والنظافة والإيجابية، والبناء والحرية والتجديد ـــ وهدى إلى العمل الدائب لتنمية الحياة وترقيتها، وأعطى كل ذي حق حقه.
وهذا التقدم الإسلامي لم يقتصر على العلوم الأخلاقية والثقافية؛ بل استمر إلى الفنون الحديثة، والعلوم الطبيعية، والهندسة وما إلى ذلك من الحديث الأحدث، فكان في العالم الإسلامي جامعات وكليات، وكان الطلاب يرتحلون إلى هذه المناهل العلمية من كافة بلدان العالم؛ لأن المسلمين كانوا أئمة بلا نزاع في علوم الحساب، والفلسفة، والهيئة والجغرافية، كما كانوا قدوةً في صناعة السفن والأسطولات، والمدافع الضخمة، بالإضافة إلى أنهم صاروا المثل الأول الكامل في البحارة والملاحة؛ حتى لا تتم الهيئة، والكيمياء، والجغرافية، والطب، والتشريح، والفلسفة، والهندسة، والتشريح، والتاريخ؛ إلا بذكر المسلمين؛
لأن المسلمين كانوا أئمة بلا نزاع في علوم الحساب، والفلسفة، والهيئة والجغرافية، كما كانوا قدوةً في صناعة السفن والأسطولات، والمدافع الضخمة، بالإضافة إلى أنهم صاروا المثل الأول الكامل في البحارة والملاحة؛ حتى لا تتم الهيئة، والكيمياء، والجغرافية، والطب، والتشريح، والفلسفة، والهندسة، والتشريح، والتاريخ؛ إلا بذكر المسلمين؛
ولكن كما نعلم أن أوربا تتعود بأن ترفض خدمات المسلمين، وتنصب على جميع الرقي قديما وجديداً لافتة أسماء الغرب، وتؤكد أن كلا من التقدم والتطور مرهون بالغرب ـــ وجعلوا من شجع صناعة المسلمين واختراعاتهم قليلا، موجدًا ـــ وسلكوا مسلك تغيير أسماء العلماء المسلمين؛ حتى تظهر الأسماء المتغيرة أسماء الغرب مثلا:
جابر بن حيان (GEBER)
موسى الخوارزمي (ALGORISM)
أبومعشر البلخي (ALFARGANUS)
إسحاق الكندي (ALKINDUS)
حنين بن إسحاق (JOHANNITUS)
محمد الرازي (RHAZES)
جابر البتاني (ALBATENIUS)
عبد الرحمان الصوفي (AZOPHI)
أبو القاسم الزهراوي (ALBUCASIS)
أبو علي بن سينا (AVICENNA)
ابن الهيثم (ALHAZEN)
أبو حامد الغزالي (ALGAZEL)
ابن رشد (AVENROES)
ابن باجة (AVENPACE)
ابن زهر (AVENZOAR)
ابن ميمون (MAIMONIDES)
ابن النفيس (ANNAFIS)
أبو نصر الفارابي(ALFARABIUS)
فهذه المؤامرات المتواصلة أرخت ستار الكذب وإفساد التاريخ على خدمات المسلمين، وجعلت المسلمين معوزين في العلوم العصرية المختلفة؛ مما يُظن أنهم صفر الأيدي في المجالات العلمية والتكنولوجية قديمًا وجديدًا، إضافةً إلى إن كثيرًا من الناس يشهدون للمسلمين بالفضل قديمًا فحسب؛ فهم يقولون إن المسلمين قاموا بالأدوار الجليلة في الماضي؛ ولكن الآن هم مفلسون، ليس لهم خل ولا تمر في المجالات العلمية والتكنولوجية؛ فلا لهم في الطب وزن؛ ولا في الهندسة مقام؛ ولا في التكنولوجية مكانة …… كما أنهم مجردون عن الأخلاق والثقافة، ومعوزون في التمدن والحضارة.
بأن المسلمين (الذين لا يبالون التعاليم الإسلامية، ولا يحبون بلادهم حبا كاملا، يُشغفون بأراضيهم المتوارثة، وبيئاتهم التي ربت آباءهم، وينحرفون عن سيرتهم الأولى) يتعرضون للحرص في الأموال والثروات، وللشراهة في المادية، وأصبحوا عباد البطون الشخصية، وتحسين الحياة المادية، ولا يعملون على تقدم بلادهم؛ بل هم يجندون كل طاقاتهم ومؤهلاتهم لتكثير الأموال الشخصية.
العامل الرئيس القوي
ولكن البحث فيما تلاقيه الأمة المسلمة (من الاضمحلال، والتخلف، والهبوط، والتردي…) يكشف القناع عن صدق مدهش، بأن المسلمين (الذين لا يبالون التعاليم الإسلامية، ولا يحبون بلادهم حبا كاملا، يُشغفون بأراضيهم المتوارثة، وبيئاتهم التي ربت آباءهم، وينحرفون عن سيرتهم الأولى) يتعرضون للحرص في الأموال والثروات، وللشراهة في المادية، وأصبحوا عباد البطون الشخصية، وتحسين الحياة المادية، ولا يعملون على تقدم بلادهم؛ بل هم يجندون كل طاقاتهم ومؤهلاتهم لتكثير الأموال الشخصية، ولا يحفلون بأن بلادهم هي التي أجدر بخدماتهم، وأحق بمواهبهم؛ لا الغرب التي ترمي إليهم الكسرة من الخبر البائت، والعظم اليابس؛ فيفرحون بها ويرضون عنها؛ ولكن هذا الطمع يجني عليهم البعد عن الأصدقاء، والسلب حب الأقرباء، والنزع عنهم ود الزملاء، والتفويت عليهم فرصة الإيفاء، لحق البلاد ومن فيهم. إن الغرب تمنحهم خيرًا، وتحفل حياتهم ترفةً ومتعةً؛ ولكن بلادهم تعود متخلفةً ومترديةً، ولا شك في أن تحصل لهم المنازل الشامخة، وتجري بهم السيارات الفاخرة، وتطير بهم الطائرات العالية؛ ولكن ذلك يفرق حطام العيدان من عشش قومهم، ويصعب المشي على أقداهم، ويدفع بلادهم إلى مزيد من أوحال الاستنزاف. إن الغرب تدر عليهم شيءا من الخير؛ ولكن يأخذ من بلادهم الخسران المادي والفكري كل مأخذ.
العقول الفعالة والأذهان الذكية بدات تهاجر إلى الغرب ويجري السباق بينهم للحصول على التاشيرة إلى “أمريكا” وأخواتها من الدول الأوربية، وهناك لا بأس أن يشافر إلى البلاد الأجنبية لكسب الخير؛ لأن التنعم والعيشة الراضية من العواطف الطبيعية الغريزية؛ إلا أن العواطف لا تقتصر على ذلك؛ حتى لا تبقى علاقة ما بين المهاجرين وبين أوطانهم الأصلية يومًا فيومًا. ويتنحون عن ما وجدوا عليه آباءهم من الحضارة والثقافة، ويناون بجانبهم عن هوياتهم الاصلية، وتقاليدهم الوراثية، وتتحول أفكارهم، وتطلعاطهم؛ فهم يفكرون بعقول “أوربا” وأذهانها، فهم يتبعون أوربا، ويعتنقون وجهات النظر الأوربية في مراق الحياة جميعاً، مما أسفر عن تحول أوطانهم الأصلية بما تجمع من التقاليد،والأقدار، والاتجاهات، وتتمثل لهم بلادًا أجنبيةً، وتواجه أكبر الخسائر المادية والكفرية ــ حتى نرى أن عدد الأطباء الجزائريين في “باريس” أكبر من عدد كل الأطباء في الجزائر ــ وكذلك الأطباء الإيرانيين…..
يقول البروفيسور “باكنز” رئيس جامعة” كورتل” الأمريكية: أنه قد هاجر في الفترة من 1949م إلى 1961، 43 ألف مهندس، و11 ألف طبيب، من البلاد الإسلامية إلى أوربا، وإحصائية أخرى ان العلماء الذين هاجروا من ديار المسلمين إلى أمريكا من 1966 إلى 1977، 109253، عالمًا.
وكشف التقرير عام 2010م أن %50 من الأطباء العرب، و23% من المهندسين، و15% من العلماء يهاجرون إلى الولايات المتحدة و “كندا” سنويًا، ويا للاسف أن الصغار يحذون حذو الكبار؛ فنرى أن 54% من الطلاب العرب الذين يدرسون في الخارج، لا يعودون إلى بلادهم بعد استكمال الدراسة الجامعية. هذه التقريرات تقريرات العرب فقط؟ كيف إذا تكون على المستوى العالمي الإسلامي! ؟
ما هو الحل
إن هذه الإحصائات المدهشة المؤلمة تدعو البلاد الإسلامية إلى أن تقوم بمبادرة لا قانونية دافعة؛ بل تر غيبية مبشرة تصد الباب على الهجرة التي تؤدي الأمة المسلمة إلى حالة نزيف عقلي وفكري، وخسران مالي ومادي؛ فيعطي كل ذي حق حقه، ويشجع كل من لديه موهبةٌ على موهبة ويقد، وذلك لا يدر الخير لهم فحسب؛ بل هو الذي تمضي به البلاد الإسلامية على سبيلها قدمًا متقدمةً؛ كما ينبغي لأصحاب المؤهلات أن يعدوا الأمة الإسلامية أخرى وأولى بتضحياتهم، وأن يهبوا مواهبهم من أجل الأمة المسلمة؛ انطلاقاً من عواطف المحبة، والخدمة، في سبيل تطوير البلاد الإسلامية وتقدمها، وأن لا يمدوا أعينهم إلى ما تغرى به البلاد الأجنبية من الأموال الكثيرة، وتسهيلات المطلوبة في نعس بلادهم بدون الهجرة إلى الخارج، ويكسبون لأنفسهم خيرًا كثيرًا في بيئاتهم وبلادهم المتوارثة.
أنه قد هاجر في الفترة من 1949م إلى 1961، 43 ألف مهندس، و11 ألف طبيب، من البلاد الإسلامية إلى أوربا، وإحصائية أخرى ان العلماء الذين هاجروا من ديار المسلمين إلى أمريكا من 1966 إلى 1977، 109253، عالمًا. وكشف التقرير عام 2010م أن %50 من الأطباء العرب، و23% من المهندسين، و15% من العلماء يهاجرون إلى الولايات المتحدة و “كندا” سنويًا، ويا للاسف أن الصغار يحذون حذو الكبار؛ فنرى أن 54% من الطلاب العرب الذين يدرسون في الخارج، لا يعودون إلى بلادهم بعد استكمال الدراسة الجامعية. هذه التقريرات تقريرات العرب فقط؟ كيف إذا تكون على المستوى العالمي الإسلامي!
الصحوة الإسلامية
المزيد مثل هذه المقالات الاشتراك الصحوة الإسلامية